الجمعة، 2 سبتمبر 2011

فريق الجيش الكويتي للتمثيل (1960 – 1964)


فريق الجيش الكويتي للتمثيل (1960 1964)
د. سيد علي إسماعيل
ـــــــ

كانت مفاجأة كبيرة، عندما قرأت معلومة عابرة عن وجود مسرح عسكري يتبع وزارة الحربية في دولة الكويت!! الغريب أن المعلومة جاءت في وثيقة مؤرخة بعام 1963!! والأغرب أنها معلومة مجهولة!! فهذا المسرح لم نسمع عنه من قبل، ولم نقرأ شيئاً عنه في الكتب، التي أرخت أو وثقت للمسرح الكويتي!! والوثيقة – التي جاءت فيها هذه المعلومة – مفاجأة في حد ذاتها، حيث إنها وثيقة كتبها الأستاذ زكي طليمات لمشروع تشكيل (المجلس الأعلى لرعاية الفنون الجميلة والأدب)، الذي ظهر فيما بعد باسم (المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت)، وهذه الوثيقة غير منشورة، وربما نخصص لها مقالة مستقلة فيما بعد، لما بها من معلومات مهمة في تاريخ الثقافة الكويتية.
وثيقة طليمات
وثيقة زكي طليمات مؤرخة في يوم 8/5/1963، ومعنونة بـ (مذكرة تفسيرية بخصوص تشكيل المجلس الأعلى لرعاية الفنون الجميلة والأدب يتبع مجلس الوزراء مباشرة)، وهي عبارة عن ثلاث صفحات، جاءت فيها هذه العبارة: " إن فن التمثيل يؤلف نشاطاً في عدة وزارات في وقت واحد، ولكل وزارة شعبة فيه. فوزارة التربية والتعليم تشرف على المسرح المدرسي، وعلى الموسيقى، وعلى الأناشيد، وذلك في نطاق مدرسي ضيق، باعتبار أنها رياضة فنية يباشرها الطلبة في أوقات الفراغ كما يباشرون الألعاب الرياضية. وكذلك الحال في الفنون التشكيلية من رسم وزخرفة وتصوير. ووزارة الشئون الاجتماعية والعمل تنهض بأعباء فرقتي (المسرح العربي) و(المسرح الشعبي) كما تجري تدعيم مسرح للتوعية الاجتماعية في مراكز تنمية المجتمع .. وتُعنى في الوقت نفسه بفنون الفولكلور الشعبية وتحاول تطويرها بعد أن أنشأت لها مركزاً يجمع أشتاتها ويجري تبويبها وتنظيمها. ووزارة الإرشاد والأنباء تتولى أمر الإذاعة والتلفزيون، وتمهد لأن تجعل الفن السينمائي من شغلها .. وهذه كلها فنون يعتبر فن التمثيل أباً شرعياً لها. ولوزارة الحربية، فوق ما تقدم، مسرح عسكري يقوم بمهمة التوعية الوطنية وبالترفيه". إذن هذه الوثيقة، تثبت بلا شك أن المسرح العسكري، كان موجوداً في الكويت عام 1963، ويتبع وزارة الحربية، وكان هدفه التوعية الوطنية والترفيه!!
البحث عن المجهول
حاولت جاهداً أن أجد معلومات عن المسرح العسكري – الذي جاء في وثيقة طليمات - في أغلب الكتب المسرحية التي أرخت ووثقت للحركة المسرحية في الكويت؛ ولكني بكل أسف فشلت!! فلم أجد مفراً من البحث والتنقيب في الصحف والمجلات (الدوريات)، التي كانت تصدر في الكويت في هذه الفترة، لعلني أجد ما أبحث عنه .. وبالفعل وجدت نوعاً من الفن العسكري، يقترب في أعماله من المسرح العسكري، الذي أبحث عنه!!
في أوائل الستينيات صدرت في الكويت مجلة (حماة الوطن)، وهي مجلة متخصصة في شئون الجيش والقوات المسلحة، وفقاً لما جاء في ترويسة الغلاف بأنها (مجلة الجيش والقوات المسلحة). وفي عددها التاسع عشر الصادر في 15/4/1962، نشر محمد الإمام أول مقالة تتعلق بموضوعنا، تحت عنوان (المسرح العسكري .. ضرورة عسكرية). والمقالة عبارة عن تعريف وافٍ بهذا المسرح الذي يقدمه العسكريون للعسكريين، وقد عرّج الكاتب إلى توضيح أن الأعمال الفنية المقدمة في هذا المسرح، تكون ذات طابع خاص وفقاً لمن يقدمه من العسكريين، ووفقاً لمن يتلقيه من العسكريين أيضاً. وتُعد الأعمال التاريخية خير معين لاستلهام الموضوعات الخاصة بالمسرح العسكري، وكذلك الأعمال الكوميدية المتصلة بحياة العسكريين الاجتماعية.
ويضرب الكاتب (محمد الإمام) مثلاً لهذا قائلاً: "إذا أردت مثلاً أن أنقل من التاريخ حياة الإسكندر الأكبر وفتوحاته لعرضها على المسرح الجماهيري فأنا لا آخذ من هذا التاريخ سوى الناحية القصصية. أما إذا عرضتها على المسرح العسكري فإني آخذ منها الناحية العسكرية أي شخصية الإسكندر كقائد، صلته بضباطه وجنوده، الأسباب التي دفعته إلى شن الحروب، فن التكتيك العسكري عنده، أخطاؤه في الميدان وانطباعها على حياته الخاصة أو العكس وإلى غير ذلك في نفس المخطط ... ويخيل إليّ أن شخصيات مسرحية كهذه لا يستطيع أن يقوم بها – في صدق وثقة – مثل الممثل العسكري ذي الموهبة والاستعداد ولو بقدر محدود". ثم يوضح الكاتب في مقالته: أن من أغراض المسرح العسكري الترفيه عن الجنود في أوقات الحروب، أو بين التدريبات العسكرية الشاقة، وهذا الجانب يتعلق بالأعمال الكوميدية. وينتهي الكاتب بخلاصة مفادها أن الأعمال التاريخية يكون هدفها تثقف الجندي، أما الأعمال الكوميدية فهدفها الترفيه عنه.
والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا نُشرت هذه المقالة في الكويت في هذا التوقيت في مجلة الجيش والقوات المسلحة، والكويت لم يكن بها أصلاً مسرح عسكري؟!! ولو كان هذا المسرح موجوداً لكان الكاتب تطرق إليه وإلى نشاطه الفني، وأتى بنماذج منه .. إلخ!! وفي ظني أن مشروع المسرح العسكري في الكويت – ربما في هذا التوقيت – كان فكرة مثارة في وزارة الداخلية، أو في المحيط الثقافي، لا سيما وأن نهضة الكويت بدأت في السنوات الأولى من الستينيات، وهذه الفكرة وصلت إلى الكاتب بصورة من الصور، فأراد أن يحث المسئولين على تبنيها؛ فكتب هذه المقالة، التي تعد أولى الكتابات المنشورة عن المسرح العسكري في الكويت.
فريق الجيش للتمثيل
بناءً على ما سبق، سنجد أن النشاط الفني في الجيش الكويتي ظهر وتألق فيما بين إبريل 1962 تاريخ نشر المقالة بمجلة (حماة الوطن)، التي تؤكد عدم وجود المسرح العسكري في الكويت في هذا التاريخ، وبين مايو 1963 تاريخ وثيقة زكي طليمات، التي تؤكد وجود المسرح العسكري في الكويت!! وبهذا التحديد الزمني، وجدت مقالة منشورة - في العدد الخمسين من جريدة (صوت الخليج) الصادرة في الكويت بتاريخ 25/4/1963 – تؤكد ظهور بوادر هذا المسرح – أو بوادر النشاط الفني في الجيش الكويتي - والمقالة المنشورة معنونة بـ (فريق الجيش للتمثيل نواة المسرح العسكري)! وبالرغم من صغر حجم المقالة، إلا أن بها معلومات تبين هوية هذا الفن وأبطاله، وتوثق لهذا المسرح العسكري المجهول! ومن أهم المعلومات المنشورة: أن نواة المسرح العسكري تمثلت في (فريق الجيش للتمثيل)، وهذا الفريق يتبع الفرع الثقافي العسكري، وأن المسئولين يدعمونه بقوة من أجل تحقيق رسالته الوطنية والفنية، وأن هذا الفريق هو نواة تشكيل المسرح العسكري المرتقب، و(أبو جسوم) هو النجم الأول للفريق، أي (بطل الفرقة التمثيلية). كما جاءت المقالة بمعلومات أخرى تبين أن هذا الفريق يقدم أعمالاً درامية إذاعية، وأنه سيقدم – مستقبلاً – أعمالاً تليفزيونية، وكل هذا تمهيداً لظهور المسرح العسكري المرتقب.
شخصية أبو جسوم
ولأن أبا جسوم النجم الأول للفريق، فقد نشرت له مجلة (دنيا العروبة) الكويتية حواراً في عددها الثالث والأربعين بتاريخ 21/12/1963، حيث تحدث – أبو جسوم في هذا الحوار - عن هذا النشاط العسكري الفني، وأضاف إلى ما سبق من معلومات، معلومات أخرى توثيقية مهمة، منها: أنه كان صاحب فكرة تقديم برنامج إذاعي للجيش والقوات المسلحة في الكويت، عندما تقدم بهذه الفكرة مع بداية بث الإذاعة الكويتية. ويقول في حواره أنه نجح في تحقيق الفكرة، وقدم أول حلقة إذاعية لبرنامج الجيش والقوات المسلحة يوم 28/5/1961، وكانت من إعداده وإخراجه، وهو الآن – أي وقت نشر الحوار عام 1963 – يقوم بإعداد وإخراج الحلقة رقم (312)! وعن رسالة هذا البرنامج، قال أبو جسوم: "الرسالة التي يحملها البرنامج كبيرة وعظيمة، عظم المؤسسة التي ينطق باسمها وهو محاولة لاستقطاب العسكريين بصورة خاصة والمدنيين بصورة عامة، والقصد من الاستقطاب كسب ثقة العسكريين العرب الكويتيين أولاً، ثم أخوتهم في السلاح في أرجاء الوطن العربي، وعندما نستطيع إيصال صوت القوات المسلحة الكويتية إلى جميع أرجاء العالم العربي والعالمي واطلاع العالم على تقدمها بواسطة هذا البرنامج أكون قد حققت لهذا البرنامج رسالته الوطنية والقومية الكاملة". واختتم أبو جسوم حواره بذكر مزيد من المعلومات عن هذا النشاط الفني للجيش، ومنها: أن فريق التمثيل للجيش قدم برنامجاً تليفزيونياً باسم (مع قواتنا المسلحة) مع بداية البث التلفزيوني في الكويت؛ ولكنه توقف بسبب ضعف الإمكانيات. كما أن الفريق نفسه استطاع أن يقدم تمثليات اجتماعية وفكاهية ووطنية عبر الإذاعة الكويتية.
عائلة أبو جسوم
مرت سنة على هذا الحوار، وهذه السنة شهدت نشاطاً فنياً ملحوظاً لأبي جسوم، الذي كوّن مع بقية الفنانين العسكريين عائلة فنية، عُرفت باسم (عائلة أبو جسوم)، تتألف من: أبو جسوم، والحجية، وحديب، وخنينة، والتمين، ورويشد، والخطاف، وصقر، وهي أسماء فنية ثابتة في الأعمال الإذاعية والتليفزيونية والمسرحية، التي قدمتها القوات المسلحة الكويتية، وهذه الأسماء هي أسماء فنية لجنود الكويت البواسل، الذين مارسوا التمثيل. وبسبب شهرة هذه العائلة الفنية، نشرت مجلة (الكويت) الكويتية – في عددها الحادي والخمسين بتاريخ 16/11/1964 - تحقيقاً شاملاً عن نشاط هذه العائلة الفنية، تحت عنوان (عائلة أبو جسوم في رعاية الجيش ووزارة الدفاع).
وفي هذا التحقيق تم التركيز على نشاطين فنيين لهذه العائلة الفنية، هما: (نجوم ركن الجيش)، و(فريق الجيش للتمثيل). وقد ذكر المقدم سليمان العبد اللطيف العبد الجليل الوكيل المساعد لوزارة الدفاع رسالة هذا النشاط الفني للقوات المسلحة، قائلاً : "الرسالة هي نشر الثقافة العامة وتعميقها في نفوس أفراد الجيش على مختلف مراتبهم ومستوياتهم. فبرنامج ركن الجيش يقدم كل جديد ومفيد من آراء عسكرية حديثة وتوجيهات قيمة وتمثيليات شعبية وعربية تمثل النواحي النفسية للجندي الكويتي المستمدة من أصالته العربية تلك الأصالة عميقة الجذور في التاريخ بالإضافة إلى الترفيه عن الجنود". كما أشار هذا المسئول عن مشاريع مستقبلية فنية لهذه العائلة العسكرية، مثل: استحداث برنامج عسكري يذاع من الإذاعة الشعبية مرتين في الأسبوع، ويكون فريق الجيش للتمثيل عنصره الأساسي.
وفي هذا التحقيق تحدث أيضاً وليد محمد جعفر مساعد مدير إدارة الشئون الثقافية بوزارة الدفاع – في هذا الوقت عام 1964 – وكان حديثه عن المسرح العسكري الذي لم يُولد بعد، حيث لاحظ أن نشاط فريق الجيش للتمثيل يُقدم فقط عبر الإذاعة وليس عبر التلفزيون؛ وفسر ذلك بقوله: "بعد الدراسة تبين لنا أن إعداد برنامج أسبوعي للتلفزيون أصعب بكثير من إقامة المسرح العسكري؛ لأن برنامج التلفزيون يحتاج إلى استعدادات غير عادية في معسكرات الجيش ذاتها. بالإضافة إلى العديد من الفنيين اللازمين للبرنامج .... وبالصبر والمثابرة سيتحقق موضوع المسرح العسكري، وبرنامج الجيش في التلفزيون". وهذا القول يثبت أن المسرح العسكري لم يولد حتى الآن، وكان تبرير المسئولين عن عدم هذه الولادة، أنهم يريدون تجهيز كافة مقومات استمرار هذا المسرح عندما تتم ولادته.
ومن خلال هذا التحقيق نكتشف أن فريق الجيش الكويتي للتمثيل قدم عدة مسلسلات إذاعية ناجحة، منها: يوميات أبو جسوم، وأبو جسوم طبيلة، وروح أبو طبيلة، بالإضافة إلى حلقات تلفزيونية، منها: هاهاها، والعلم نورن، وأجا ليطببها عماها، ومال البخيل ياكله العيار، ومصنع الأبطال. وأخيراً قام الفريق بالاشتراك في برامج تلفزيونية عديدة، مثل: برنامج الأطفال، وبرنامج ألوان، وما يطلبه المشاهدون، ومجلة المرأة.
أما المفاجأة الكبرى – التي جاء بها هذا التحقيق - فتمثلت في معلومة قيام فريق الجيش الكويتي بتقديم مسرحيات عديدة، منها: مسرحية (إرادة الشعب)، ومسرحية (الأم). والغريب أن التحقيق لم يبين هل هذه المسرحيات قُدمت على خشبة المسرح، أم أنها قُدمت إذاعياً أمام الميكرفون؟! ومن وجهة نظري أنها كانت مسرحيات إذاعية، لأن أغلب نشاط فريق الجيش للتمثيل كان نشاطاً إذاعياً، وربما هذا ما جعل زكي طليمات يطلق على هذه العروض مسرحاً عسكرياً؛ لأن طليمات أكدّ في وثيقته على وجود المسرح العسكري في الكويت عام 1963، وها نحن نقرأ تحقيقاً منشوراً عام 1964 يثبت أن المسرح العسكري لم يُولد بعد!! فهل حدث خلط بين فريق الجيش للتمثيل والمسرح العسكري، بحيث أصبح المسرح العسكري هو نشاط فريق الجيش، والعكس صحيح؟! هذا ما سنتبينه في ختام المقالة!
عناصر فريق الجيش للتمثيل
بحثت كثيراً عن أسماء الجنود الكويتيين الذي كونوا هذا الفريق الفني التمثيلي أو المسرحي، فوجدت أن النواة الأولى التي تكون منها فريق الجيش للتمثيل عام 1960، تمثلت في: الجندي حسين السلمان، ووكيل العريق سليمان المنصور، والعريف محمد علي الحشاش، ووكيل العريف ثنيان إبراهيم، والجندي علي صالح. هؤلاء هم أفراد فريق التمثيل عندما بدأ عام 1960، وفيما بعد انضم إليهم كل من: الجندي مكي القلاف، ووكيل العريف موسى الهزيم، والجندي عبد الوهاب أحمد الدوسري، والجندي علي بن صقر المطيري. وبسبب شهرة نشاط الفريق في برنامج ركن الجيش بالإذاعة، استعان ببعض العناصر النسائية الفنية، التي كانت مشهورة في تلك الفترة مثل: هدى المهتدي، وحياة أحمد الفهد، وبشرى عبد الرحيم، وعائشة مرزوق، وفريدة الحمد، ونوال باقر، وعودة المهنا.
أما ذروة التألق الفني لفريق الجيش التمثيلي فقد تمثل في أفراد عائلة (أبو جسوم)! وأبو جسوم هو (كامل حسين سليمان القطان)، وبدأ نشاطه الفني عام 1959، حيث مثل دور الشايبة (المرأة العجوز)، ولكن هذا الدور لم يرتبط به بقدر ما ارتبط بشخصية (الشايب)، التي لازمته طوال حياتة الفنية، رغم أنه كان يبلغ من العمر الخامسة والعشرين سنة 1964! ولأنه أحد العسكريين توجه بفنه إلى معالجة قضايا الجنود في المعسكرات، والاهتمام بدعوة الشباب الكويتي للانخراط في سلك الجندية لحماية الوطن. ووجدت – في التحقيق السابق – وصفاً فنياً لهذه الشخصية، يقول: "أبو جسوم شخصية شعبية مميزة أصبحت مع مرور الأيام جزءاً لا يتجزأ من التراث الفني للكويت، فالمواضيع التي عالجتها تتغلغل في صميم حياة المجتمع الكويتي لتعرض مشاكله في قالب درامي لا تنقصه الطرافة، ومن أبرز تلك المواضيع: إضاعة الفلوس في الرحلات والنزهات، وتعدد الزوجات، والدعوة إلى تحصيل العلم، والسعي لإعداد الجيل الصاعد إعداداً صحيحاً إلى جانب تقديم التمثيليات المستمدة من الأمثال والأقوال الشعبية". وأهم أعمال (أبو جسوم) الفنية تمثيلياته: حلاق السعادة، وخروف العيد، ومصنع الأبطال، وكذلك يوميات أبو جسوم الإذاعية، التي كتبها حمد السعيدان، وأخرجها سليمان عبد الرزاق المنصور.
الشخصية الثانية في عائلة أبو جسوم، هي الحجيّة (أي المرأة كبيرة السن التي أدت فريضة الحج)، وهذه المرأة ما هي إلا وكيل العريف عبد الوهاب أحمد الدوسري، وكان عمره عشرين سنة عام 1964! وفي التحقيق السابق لمجلة الكويت، قال هذا الفنان عن سبب شهرته بشخصية الحجية الفنية: "كنت أود لو أن الفتاة الكويتية وجدت الجرأة الكافية للظهور على خشبة المسرح والمشاركة في التمثيل إلى جانب الرجل الكويتي .. إلا إن إحجام فتياتنا حتمّ عليّ وعلى بعض الزملاء أداء الأدوار النسائية". أما شخصيات (خنينة، والتمين، ورويشد) فما هي إلا شخصيات فنية اشتهر بها وكيل العريف الفنان موسى محمد الهزيم! الذي كان يأمل من الوزارة إرسال الموهوبين من الفرقة للسفر في بعثات تعليمية للتخصص في التمثيل والإخراج والتمثيل، وكان صاحب فكرة تجول الفرقة التمثيلية بين ألوية الجيش في صورة حفلات شهرية للإسهام في التوجيه والتثقيف للجنود والمواطنين.
وشخصية (حديب) الفنية، هي شخصية وكيل العريف علي الصالح القطان، الذي بدأ نشاطه الفني في تمثيلية (العلم نورن) من تأليف محمد الشيرازي. وهذا الفنان لا يرى ضرراً من مشاركة ابنته (منى) في التمثيل – عام 1964 - ما دام الفن يتصدى للمشاكل الاجتماعية. وهذا الفنان هو مؤسس فريق الزمالك الكويتي لكرة القدم، هكذا جاء في تحقيق مجلة الكويت السابق! أما شخصية (الخطاف) الفنية، فصاحبها وكيل العريف ثنيان إبراهيم عبد الرحمن الخطاف، وشخصية (أبو علي) هي للعريف محمد علي الحشاش، الذي يجيد أداء أغنيات شادي الخليج، ودائماً كان يطالب بإدخال عناصر غنائية في الأعمال الفنية للفريق. وقد بدأ أبو علي حياته الفنية في المسرح المدرسي، عندما مثل في مسرحية (الحرس الوطني) لمدرسة الرشيد. وأخيراً نجد شخصية (صقر) الفنية، وهي شخصية وكيل العريف علي صقر شتيان، الذي يجيد العزف على الربابة، لا سيما عزف مقامات (المسحوب، المربوع، العجيني، الغزالي، الهلالي، الخمشي، الصلبي)!
فكرة المسرح العسكري
هذا النشاط الفني لفريق الجيش الكويتي للتمثيل؛ لم يستمر طويلاً لعدة أسباب، منها: الاهتمام بالأعمال الدرامية التلفزيونية، وظهور الفرق المسرحية الكويتية المحلية الأربعة (المسرح العربي، ومسرح الخليج، والمسرح الشعبي، والمسرح الكويتي). والدليل على ذلك أن أغلب الصحف والمجلات التي كانت تصدر في الكويت، صمتت تماماً عن الأنشطة الفنية المتعلقة بفريق الجيش للتمثيل في الكويت بعد عام 1964، وكأن نشاطه توقف، أو أصبح لا يقدم جديداً!! وهكذا ظل (المسرح العسكري) مجرد فكرة لم تخرج إلى النور، وهذا ما جعل زكي طليمات في وثيقته يخلط بين (المسرح العسكري) كفكرة، وبين (فريق الجيش للتمثيل) كواقع فني ملموس.
الموضوع الأصلي من موقعي الشخصي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق