الجمعة، 9 سبتمبر 2011

الحياة الأدبية و الثقافية لدول الخليج في أوائل القرن العشرين


الحياة الأدبية و الثقافية لدول الخليج في أوائل القرن العشرين
مجلة الهلال نموذجاً
ـــــــــــــــ
مقدمة :
تُعتبر مجلة الهلال - التي أصدر جرجي زيدان (1861 – 1914) أول أعدادها عام 1892 - من أقدم المجلات العربية التي مازالت تصدر حتى الآن في القاهرة، وتُعتبر أيضاً ذاكرة الأمة العربية، لما فيها من موضوعات ومقالات تُعد وثائق حيّة لماضي وتاريخ وحضارة وثقافة هذه الأمة. وقد لاحظ البحث أن هذه المجلة كانت ترصد الحياة الأدبية والثقافية في جميع الدول العربية، خصوصاً دول الخليج العربي. لذلك خصص البحث هذه المجلة لاستجلاء الصورة الأدبية والثقافية لدول الخليج في أوائل القرن العشرين، وتحديداً في الثلث الأول من القرن العشرين. حيث وجد البحث أن مظاهر الحياة الأدبية والثقافية تمثلت في أمور كثيرة، منها على سبيل المثال: وصف بعض الكتب المطبوعة – سواء بالعربية أو بالإنجليزية – عن الحياة الثقافية والأدبية والسياسية والتاريخية لدول الخليج العربي، مع شرح لموضوعاتها ومحتواياتها المختلفة. كذلك تتبعت المجلة بعض الأشعار الشعبية، والتي عُرفت بالشعر النبطي، وكانت مجلة الهلال سباقة في هذا المضمار. كذلك اهتمت المجلة بالأشعار الخليجية الفصيحة. واللافت للنظر في هذه الفترة، هو وجود فكر ثقافي راقٍ، تجلى في كثرة الأسئلة المطروحة من قبل الشعوب الخليجية المثقفة، حول أمور ثقافية وأدبية وعلمية عديدة، عكست مدى النضج العقلي لفكرهم وميلهم نحو التعلم والتطور.
أولاً: مظاهر الحياة الأدبية
(أ) - الشعر النبطي
الشعر النبطي هو الشعر العامي أو الشعر الشعبي لشعراء دول الخليج بصفة عامة. ويقال إن الشعر النبطي أقدم من الفصيح وهو الذي توارثته العرب من عصر الأنباط. وذكر الباحثون أنماطاً لغوية متعددة أطلقوا عليها لهجات أحياناً، ولغات أحياناً أخرى، تمثلت في نطق بعض الحروف والكلمات. والسبب الرئيسي في احتفاظها بحيويتها وثباتها رغم مرور قرون عديدة، يكمن في أصالة اللغة أو اللهجة أولاً، ومن ثم في ارتباطها بحياة الشعب الذي وجد فيها المعبر عن مناحي حياته المختلفة. وهذه الأصالة تؤكد كما تؤكد الأحداث التاريخية المكتوبة والمروية، أن القبائل العربية قد حافظت على وجودها واستقرارها. وظلت القبائل العربية محافظة على تراثها بل ومتشبثة بعاداتها وتقاليدها الإيجابية منها كالكرم والفخر واجارة المستجير والفروسية، وسجلت كل ذلك في أشعارها النبطية [[1]].
ورأي آخر يقول إن الشعر النبطي هو شعر عمودي يشبه الشعر العربي التقليدي، من حيث أوزانه وقوافيه وشكله ولا يختلف عنه إلا في كون الشعر النبطي يُقال باللهجة العامية البدوية. أي إنه متفرع من الشعر العربي التقليدي الفصيح، ولم يفصله عنه في الأساس سوى انحراف اللغة وفساد الألسنة. وسُمي هذا الشعر بالنبطي لأن كلمة (نبطي) في العهد الذي نشأ فيه هذا الشعر، كانت تعني عجمة اللسان وعدم الفصاحة، سواء أكان الموصوف بها عربياً أم غير عربي. ولذا فقد سُمي الشعر الذي خرج عن أصول الفصحى باسم الشعر النبطي. وهي تسمية منسوبة إلى قوم اسمهم النبط من غير العرب كانوا يسكنون سواد العراق، وامتد وجودهم جنوباً حتى وصل البحرين، أي أنهم كانوا مصاقبين للبادية العربية، وكانوا رمزاً لفساد اللسان والعجمة [[2]].
وقد اهتمت مجلة الهلال بهذا اللون الشعبي من الشعر، فنشرت عام 1915 أول قصيدة - على ما أظن  - من الشعر النبطي أو الشعر الشعبي. وتُعتبر هذه القصيدة أول قصيدة نبطية تنشر في مجلة عربية حتى هذا التاريخ. والقصيدة المنشورة عبارة عن رثاء للشيخ عايض زعيم آل طالب، الذي قتله بنو كندة، وتقول أبياتها [[3]]:
بديت بك يالذي بالسرّ علاَّمـــــة        يالمنفرد بالبقا يالواحد المعبــــود [[4]]
لولاك ما بات برقه في تبسامــــه        وبات رعده يرعّد والخليق رقـــود [[5]]
قال العُطيوي حرام الليل مَا نَامـــه        من يوم جاني خبر بن طالب المعـدود [[6]]
عمره قصر ذي حضر في كل مرجامه        عَهْوين يا مرويَ النمشة ودلق العـود [[7]]
جبل رفد له جبل من فوق هدّامـــه        وتعاطبوا بالجنابي والرصاص السـود [[8]]
ما ذُمّ أحد مِنّهم بالفعل قسّامـــــه        قوم آل طالب وبن كندة رجال فهــود [[9]]
قد ظل بارودهم بالجو قتَّامـــــه        ظل المصيّح يصيح والجبال تنــود
قلت إيش دا غير ما هي قامت قيامـه        الأرض ترقل من القبلة يلمّا هـــود [[10]]
قالوا زميم القبيلة خلصت أيامــــه        جزعت سنينه تقاضي عمره المحـدود [[11]]
من يعرف الجيد عايض يا تندّامـــه        يحن قلبه حنين الحاشي المغــــرود [[12]]
مير السخا مثل حاتم طي بإكرامـــه        للضيف ذي يظهر الظاهر وذي مفقـود [[13]]
يالمعتني شيل خطي وعطّ خرَّمــــه        لمنزل أهل الرياسة والكرم والجـــود [[14]]
عاظهر مهري مندَّب ما أطول سنامــه        في الشعب يأخذ مدى قهوة وهو مشـدود [[15]]
وأنشد سلامي على ذي صبحته شامــه        في وجنة العرب ملجا الخايف المجهـود [[16]]
المنع يعكف على الناموس عالهامـــه        عبيد صالح يطرّق غيله المربــــود [[17]]
شيخ آل طالب زميم قوام عزَّامــــه        ذي نَفّق أرواحهم في كيره الموقـــود [[18]]
ونسل عايض نمر يُفزِع تِهرّامـــــه        ذي هو يقود القُبُل ما هو بحد مقيـــود [[19]]
عظم لهم الأجر في ذي قد عبر زامــه        والمصفة لا يخلو بابها مقلــــــود [[20]]
منصور يحزن ويحزِّن كل جهدامـــه        ويحزِّن الغلب ذي دون السما محــدود [[21]]
وألف صلاتي على أحمد وألف سلامــه        على شفيع الورى في يومه الموعـــود
كما اهتمت المجلة بعد ذلك بالشعر النبطي اهتماماً ملحوظاً، فأوردت قصائد عديدة منه، مثل قصيدة الأمير ضاري بن فهيد بن عبيد الرشيد ومطلعها [[22]]:
دنياك هذي تقلْ لولاب دالوبْ        تفني عمار الناس بالإقتلابِ
نوبٍ تزين وجادث الدهر مرهوبْ        وطبْعت على التفريق بين الحبابِ
كذلك أوردت المجلة عدة أبيات للشاعر بديوي الوقداني البكري العتيبي، منها:
أيامنا والليالي كم نعاتبها        شابت وشبنا وعفنا بعض الأحوال
توعد مواعيد والعاقل يكذبها        واللي عرف حدّها عن همها سالي
بعد ذلك ذكرت المجلة قصيدة طويلة للإمام تركي بن السعود يتفجع فيها لبعد ابنه مشاري ووقوعه في الأسر، يقول في مطلعها:
طار الكرى عن مقلتي النوم فرّا        وفزيت من نومي طرا لي طواري
خطٍ لفاني زاد قلبي بحرّا        من مس ضيم للبني والذراري
وكان لعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين رأي في هذا الشعر - أو كما أسماه الأدب العربي الشعبي – ذكره في مجلة الهلال قائلاً: "وهذا الأدب العربي الشعبي يرويه في البادية جماعة من الرواة يتوارثونه عن آبائهم ويورثونه لأبنائهم ويكسبون بروايته حياتهم المادية ومكانتهم الممتازة أحياناً. ولسوء الحظ لا يُعنى العلماء في الشرق العربي بهذا الأدب الشعبي عناية ما، لأن لغته بعيدة عن لغة القرآن. وأدباء المسلمين لم يستطيعوا بعد أن ينظروا إلى الأدب على أنه غاية تُطلب لنفسها، وإنما الأدب عندهم وسيلة إلى الدين" [[23]].
ولم تكتفِ المجلة بنشر الشعر النبطي الخليجي، بل جاءت بقصائد خليجية فصيحة أيضاً، من أهما قصيدتين للشاعر سعيد بن مسلم، قالهما في مناسبة سفر وعودة السلطان تيمور بن فيصل سلطان مسقط وعمان عام 1921، أثناء سياحته في الهند [[24]]. ومن أبيات القصيدة الأولى، وهي بعنوان (ألم الفراق):
سيجمعنا بعد التفريق مجمع        تظل به ورق البشائر تسجعُ
عشية يوم الوصل ظلت قلوبنا        من البشر والآماق بالدمع تهمع
قيا ليلة النعماء بالله أسرعي        فإن يد النعماء للبؤس تقمع
ويا ليلة الوجه البشوش ألا أسفري        فإنا بك الدهر العبوس سندفع
ومن أبيات القصيدة الثانية، وهي بعنوان (فرح اللقاء):
تِه دلالاً أيّهذا المربع        إنك اليوم المقام الأرفعُ
رجع المجد فطوبى لك من         تختِ مُلكٍ طاب فيك المرجعُ
سجع الدهر وغنى بالهنا         فترى الأكوان طُراً تسجعُ
أسمعتنا فطفقنا طرباً        نحسن الرقص وطوراً نسمعُ
(ب) – الكتب المنشورة عن دول الخليج
بدأت مجلة الهلال اهتمامها بالكتب المنشورة – أو التي ستنشر – عن دول الخليج منذ عام 1924. وهذه الكتب انقسمت إلى قسمين، الأول الكتب العربية، والآخر الكتب الأجنبية المترجمة أو غير المترجمة. ومن أهم كُتب القسم الأول كتابات أمين الريحاني، وبالأخص كتابه (ملوك العرب). فهذا الكتاب قبل صدوره اهتمت به المجلة اهتماماً كبيراً، ونشرت أجزاءً منه عام 1924. وفي الأجزاء المنشورة تعرف قارء المجلة على الأوصاف والخصال العربية الحميدة لسلطان نجد عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل آل سعود، الذي جسَّد عملياً مقولة (العدل أساس الملك)، حيث إن حُكم ابن سعود لا يعرف في سبيل العدل كبيراً أو غنياً. وخير دليل على ذلك أن جاءه شاكي يشكو ولداً ضربه وشتمه. فأحضر الأمير جميع أولاد الحي، فتعرف الشاكي على أحدهم، وكان ابن الأمير. فتردد الشاكي وحاول الاعتذار عن شكايته، فقام الأمير بعقاب ابنه بالضرب أمام الجميع قائلاً: "إذا كنا لا نبدأ بأنفسنا فكيف نعدل بغيرنا". وهذه الخصال تعددت بعد ذلك في شخصيات كثيرة ذكرها أمين الريحاني في كتابه، ومن أهمها: الملك حسين بن علي، والإمام يحيى بن حميد الدين، والسيد الإدريسي وغيرهم [[25]].
ومن كتب أمين الريحاني أيضاً، كتاب (نجد الحديث وملحقاته)، وقد وصفته المجلة ونشرت أجزاءً منه قبل أن يُطبع. ومن هذه الأجزاء نعلم أن الكتاب يتحدث عن ثلاثة موضوعات: نواحي نجد، ومحمد عبد الوهاب والوهابية، وآل سعود منذ نشأتهم إلى حين استيلاء محمد بن الرشيد على نجد. كما نتعرف أيضاً على نبذ مهمة عن بعض الأمراء، ومنهم: الشيخ مبارك الصباح أمير الكويت الذي تولى إمارتها من عام 1895 إلى عام 1915. والأمير محمد بن الرشيد أمير نجد، وتولى إمارتها من عام 1871 إلى عام 1897. والأمير عبد العزيز بن متعب بن الرشيد الذي تولى الإمارة من عام 1897 إلى عام 1906. والشيخ قاسم بن ثاني أمير قطر [[26]].
وآخر كتاب لأمين الريحاني تحدثت عنه المجلة، كان كتاب (حول ساحل العربية)، وقد صدر باللغة الإنجليزية في لندن. والكتاب ينقسم إلى خمسة أقسام، الأول مع الملك حسين في الحجاز، والثاني مع الإدريسي في عسير، والثالث آل صباح شيوخ الكويت، والرابع آل خليفة شيوخ البحرين، والأخير عدن والحمايات [[27]]. وأخيراً أشارت المجلة إلى مجموعة من كتب أمين الريحاني العربية، منها: ملوك العرب، ونجد الحديث وملحقاته، وابن سعود: شعبه وبلاده [[28]].
ومن الكتب الأخرى – خلافاً لكتب أمين الريحاني - التي تحدثت عنها مجلة الهلال، كتاب (ميثاق الوحدة لجزيرة العرب) لجمال الغزي، وهو كتاب يبحث في الوسائل التي تؤدي إلى اتحاد عرب الجزيرة، بعد شرح العلل التي انتهت بتقاطعهم، وتسلط الأجنبي عليهم وعرض تاريخهم الماضي للاستدلال به على الحاضر. وكتاب (أدب الحجاز) لمحمد سرور الصبان، الذي جمع أدب النشء في الحجاز ورتبه، مع كتابته لتراجم عديدة لأدباء الحجاز مع مختارات من إنشائهم في النثر والنظم. وكتاب (صور المفاوضات بين سلطان نجد وجمعية خدام الحرمين)، وهو كتاب وثائقي يحتوي على وثائق مفاوضات، وفد جمعية خدام الحرمين الشريفين الهندية مع سلطان نجد، بشأن الحرمين والمحافظة عليهما، والتحقيق في شأن ما ارتكبه النجديون من القسوة في معاملة الحجازيين. وكتاب (في قلب نجد والحجاز) وهو وصف لرحلة الأديب محمد شفيق مصطفى، الذي قام بها من مصر إلى نجد والحجاز، ووصف أحوال النجديين وعاداتهم الغريبة، وذلك في جملة رسائل كان يبعث بها إلى إحدى الصحف [[29]].
ومن الكتب العربية التي اهتمت بدول الخليج، وتحدثت عنها مجلة الهلال: كتاب (رحلة الحجاز) لإبراهيم عبد القادر المازني. وهو وصف طريف لرحلة المازني إلى الحجاز حين دُعي مع وفد من المصريين، لحضور حفل عيد جلوس الملك ابن سعود. وكتاب (ماضي الحجاز وحاضره) لحسين بن محمد نصيف، وهو كتاب يتحدث عن الحسين بن علي ملك الحجاز منذ توليه الحكم حتى سقوطه. وكتاب (قلب جزيرة العرب) لفؤاد بك حمزة، وهو كتاب يتحدث عن الأحوال الطبيعية والعمرانية لهذه البلاد، مع معلومات كثيرة عن قبائلها ولغاتها وعاداتها وأنسابها وأشعارها. وكتاب (على طريق الهند) لجميل عبد الوهاب المحامي، وهو كتاب سياسي جغرافي يتحدث في قسم منه عنه أهمية خليج فارس وتاريخه وعلاقة بريطانيا الأولى بالبلاد المحيطة به. وكتاب (جزيرة العرب في القرن العشرين) للشيخ حافظ وهبة، وهو كتاب يهتم في أحد أقسامه بالحديث عن الكويت والبحرين من حيث موقعهما ومناخهما وسكانهما وطبيعة أرضهما وأشهر مدنهما وحاصلاتهما. وكتاب (وحي الصحراء) لمحمد سعيد عبد المقصود وعبد الله عمر بالخير، وهو كتاب به قصائد وفصول من الأدب الحديث في بلاد الحجاز. وكتاب (ثلاثون يوماً في بلاد ابن سعود) لمحمد حمدي، وهو كتاب عن رحلة حج لأحد الصحافيين، بما فيها من وصف ومشاهد متنوعة [[30]].
أما الكتب المؤلفة باللغات الأجنبية حول دول الخليج، فقد تحدثت مجلة الهلال عن بعضها، ومنها: كتاب (لورانس والثورة العربية)، وهو كتاب يتحدث عن أسطورة الضابط الإنجليزي لورانس، الذي لُقب بـ (لورانس العرب) ودوره في الثورة العربية. وقد أشارت المجلة إلى بعض محتويات هذا الكتاب، رغم أن لورانس ألفه وطبعه في مطبعة اليد في ست نسخ فقط، وأهدى نسخة واحدة فقط إلى مكتبة المتحف البريطاني، بشرط ألا يطلع عليها أحد إلا بعد أربعين سنة من تاريخ إهدائها. كذلك تحدثت المجلة عن كتاب (العرب) لبرترام توماس، وهو كتاب كان في الأصل مجموعة محاضرات ألقاها المؤلف في معهد لويل بمدينة بوستون عن العرب. وأخيراً نجد كتاب (نهضة العرب The Arab Awakening) لجورج أنطونيوس، وهو كتاب تاريخي يتحدث عن المسألة العربية في شبه الجزيرة العربية [[31]].
ثانياً: مظاهر الحياة الثقافية
(أ) – الاهتمام الثقافي لأهل الخليج
لقد اتخذت مجلة الهلال تبويباً معيناً في تقسيم موضوعاتها، والتزمت به عقوداً طويلة. ومن أبوابها الثابتة - منذ نشأتها حتى ما بعد منتصف القرن العشرين – باب السؤال والاقتراح. وهو باب مُخصص للقراء، بحيث يرسل القاريء سؤالاً أو اقتراحاً محدداً، ويقوم جرجي زيدان – أو القائم بأمر المجلة وقت نشر السؤال أو الاقتراح – بالإجابة على السؤال أو بتفنيد الاقتراح ومن ثم تنفيذه في حدود الإمكان. وكانت الأسئلة تتوالى على المجلة من القراء في الأقطار العربية، وأيضاً من القراء العرب المقيمين في الدول الغربية والأميركية. وإذا نظرنا إلى الأسئلة الوافدة على المجلة من قراء دول الخليج، سنجدها أسئلة متنوعة تعكس ثقافة خليجية متقدمة في هذا الوقت، علماً بأن الأسئلة الخليجية بدأت تتوافد على المجلة منذ عام 1913، وكانت تتوافد من الكويت والبحرين وعمان وبلاد خليج فارس، والجزيرة العربية.
ومثال على ذلك نجد سليمان العدساني من الكويت يسأل سؤالاً عام 1913، يقول فيه: هل كلمة جريدة عربية الأصل أم هي معربة، فإن كانت عربية ما هو معناها اللغوي وكيف استعملت لما استعملت له اليوم، ومن هو أول من استعملها لذلك، وإن كانت أجنبية فمتى عربت؟ وتجيب المجلة فتبين معنى الكلمة وأصلها العربي الذي جاء من سعف النخيل، وأن أول من استعملها بمعنى الصحيفة كان أحمد فارس الشدياق، وأول من استعملها بمعنى المجلة كان الشيخ إبراهيم اليازجي. وفي عام 1931 سأل عبد الوهاب بن عيسى القطامي، من الكويت أيضاً، فقال: هل توجد كُتب عربية لتعليم فن الملاحة؟ وهل توجد خرائط مضبوطة باللغة العربية؟ وفي العام التالي سأل سؤالاً ثانياً، قال فيه: هل كان العرب الأقدمون يسترشدون في ملاحتهم بالأبراج والكواكب المعروفة الآن عند أهل الملاحة أم على الثمانية والعشرين نجماً من منازل القمر التي كانت معروفة عندهم؟ [[32]] ورغم الإجابات المنشورة، إلا أن الأسئلة تعكس مدى اهتمام السائل بأمر الملاحة، وتشير إلى عمله واهتمامه، حيث إن أهل الكويت – ودول الخليج بعامة – في هذه الفترة كانوا يشتغلون بالصيد والغوص كما هو معروف. أي أن أهل الكويت – في ذلك الوقت – عندهم الرغبة في التعلم، لتطوير عملهم بجانب خبراتهم وتجاربهم.
أما مناطق خليج فارس، فبدأ أهلها في طرح الأسئلة منذ عام 1927، ومثال على ذلك سؤال يعقوب الحاج عراك من محمرة، قال فيه: لماذا يسمون أكبر مجلس نيابي في البلاد مجلس الشيوخ مع أن الشيخ هو الرجل المسن؟ وفي العام التالي سأل حميد العماري من عبادان قائلاً: من الواضح أن الزمن الذي تشع فيه الشمس على جزء من الأرض يسمى نهاراً، والزمن الذي يستغرقه هذا الجزء في الظلام يسمى ليلاً، فكيف تقولون الشمس في منتصف الليل؟ وفي عام 1930 طرح عبد العزيز صالح القناعي سؤالاً قال فيه: من اخترع اللغة العربية وإلى كم من الزمن يرجع تاريخ اختراعها؟ [[33]] والملاحظ أن نوعية هذه الأسئلة تعكس مدى الثقافات المختلفة لأهل هذه المنطقة، كما تعكس مدى اهتماماتهم المختلفة.
وبدأ أهل قطر والبحرين في طرح الأسئلة منذ عام 1928، ومنهم كان صالح بن سليمان المانع، عندما سأل: أيهما أنفع الماء البارد أم الساخن في غسل الجسم؟ وفي الشهر التالي سأل أيضاً قائلاً: نرى الصحف حافلة بأخبار الشيوعيين وخطرهم على العالم فما هي الشيوعية وماذا ينوي الشيوعيون أن يعملوه عند الأمم الأخرى؟ وفي الشهر التالي سأل رائد من البحرين قائلاً: انتشر عندنا الجدري انتشاراً لم يسبق له مثيل وسبق أن انتشر الطاعون في عدن وكذلك الكوليرا في العراق والبعض يظن أن هناك يداً تعمل لنشر هذه الأوبئة فما رأيكم؟ أما عائلة المانع، فكان أفرادها الأكثر أسئلة، دلالة على ثقافتهم وتوسعهم في المعارف المختلفة. فمنهم كان عبد العزيز المانع الذي سأل قائلاً: ما الفائدة من مطالعة الكتب الأدبية، وهل لها شروط يراعيها المطالع؟ ولم تقتصر الأسئلة من آل المانع على الرجال فقط، بل كانت تأتي أسئلة أيضاً من السيدات ومنهن (م) صالح عبد العزيز المانع – ورمز (م) هو أول حرف من اسمها – التي سألت قائلة: ما هو العلم وما الفرق بينه وبين الأدب. وما قيمة كل منهما. وهل يستطيع الأديب أن يأتي بشيء لا يستطيعه العالم؟ وبعد فترة سألت أيضاً قائلة: أشعر أحياناً بسرور لا أعرف مصدره وأشعر أحياناً أخرى بغم لا أعرف مصدره أيضاً، مع إني أجهد فكري في البحث عنه. فهل لهذا علاقة بالعقل الباطن؟ أما عبد العزيز بن محمد المانع فقد سأل قائلاً: ما هي أفضل الكتب في الإنشاء العربي؟ وآخر الأسئلة التي وردت من البحرين سؤال طرحة أحد سكان المحرق قال فيه: ماذا تشيرون عليّ بقراءته من الكتب العربية لتتكون لديّ ملكة نقد الآثار الأدبية والآثار التصويرية؟ [[34]] وهذه الأسئلة تبين عن مدى التطور الفكري الذي كان ينمو في عقول أهل الخليج في ذلك الوقت، ومدى شغفهم بالثقافة والأدب، ومدى اهتمام العائلات بأبنائها ثقافياً وأدبياً، ولا سيما آل المانع كما لاحظنا.
أما الأسئلة التي جاءت من أهل مسقط فكانت متنوعة أيضاً، ومنها سؤال عام 1928 طرحته السيدة (م . ص) قالت فيه: ما هو الزار الذي يمارس في مصر وجزيرة العرب وغيرهما؟ أما أسئلة أهل مكة فكانت متقدمة بشكل علمي لافت للنظر في هذا الوقت. هذا إذا علمنا أن هذه الأسئلة طُرحت من عام 1928 إلى عام 1939، ومنها: ما هي أحسن الكتب في علم النفس وعلم العمران؟ وسؤال آخر يقول: هل تُرجم إلى العربية كتاب التربية لهربرت سبنسر؟ وسؤال ثالث يقول: كثيراً ما نقرأ عن الأوكسجين والهيدروجين والبروتايين والفيتامين والآشعة التي فوق البنفسجية أو وراء البنفسجية. ما هي هذه الأشياء وما قيمتها العلمية؟ وآخر سؤال طُرح كان: هل أستطيع أن أكون أديباً، مع إني لم أتخرج في جامعة ولا في مدرسة؟ [[35]].
(ب) – الدوريات الخليجية
تُعتبر الدوريات – الصحف والمجلات – ذاكرة الأمم المتحضرة، ومن هذا المنطلق اهتمت مجلة الهلال بالحديث عن الدوريات التي صدرت في منطقة الخليج منذ عام 1920، ومنها جريدة (الفلاح) [[36]]. وهي جريدة عربية جامعة تخدم العرب والعربية، كانت تصدر في مكة المكرمة مرتين في الأسبوع، وصاحبها ورئيس تحريرها عمر شاكر. وقيمة اشتراكها نصف جنيه إنجليزي سنوياً. وفي عام 1940 وجدنا ثلاث جرائد تصدر في الحجاز، وهي: أم القرى، والمدينة المنورة، وصوت الحجاز [[37]]. ولم تنس مجلة الهلال – باعتبارها أوسع المجلات انتشاراً في المنطقة العربية في ذلك الوقت – أن تشير دائماً إلى وكلائها في منطقة الخليج، منذ عام 1931، حيث أشارت أن وكيلها في الخليج الفارسي وفي مكة وجدة والحجاز هو هاشم علي النحاس، أما وكيلها في البحرين فكان السيد هاشم علي، وهو أيضاً صاحب المكتبة الكمالية بالبحرين. وفي عام 1947 أصبح وكيلها في البحرين والخليج الفارسي مؤيد أحمد المؤيد، صاحب مكتبة المؤيد بالبحرين [[38]].
وفي عام 1950 افتخرت مجلة الهلال بكلمة كتبها في حقها الأمير فيصل، قال فيها: "إن إعجابي بمجلة الهلال إعجاب لا ينقضي، فهي لا تكاد تنتهي من إهداء كل طريف جديد لقرائها حتى تقدم طريفاً جديداً .. نلمسه في كل باب من أبوابها الشائقة، وفي كل موضوع من هذه الموضوعات التي أجادت دار الهلال عرضها بأجمل الأساليب. وإنني لأتمنى أن لا يقف التطور التقدمي للهلال الأغر عند حد، وأن يكون النصيب الأوفر من المواضيع لخدمة المجتمع العربي. وإذا كان الهدف هو الكمال، والكمال لله .. فإن السعي في سبيل الكمال هو غاية الجهد البشري العظيم" [[39]].
(ج) – آخبار الرحالة
شغب الأجانب منذ زمن بعيد بالسفر والرحلة إلى دول الخليج لاكتشاف المجهول. وبدأت مجلة الهلال تنقل لنا شذرات من هذا الشغف منذ عام 1904. فتحت عنوان (ارتياد مجاهل بلاد العرب) أبانت المجلة أن جزيرة العرب بها بقاع كثيرة مجهولة، ويصعب الوصول إليها لوعورة مسالكها الصحراوية والجبلية. لذلك استعان بعض الأجانب - ممن أرادوا اكتشاف أطلال هذه المنطقة – بمنطاد وتلغراف وآلة تصوير مركوني، حتى ينقلون ما يشاهدونه إلى أصحابهم [[40]]. وبعد خمسة أعوام من هذا الخبر، نقلت إلينا المجلة أن الجمعية الجغرافية الإنجليزية قررت إرسال وفد يرتاد مجاهل جزيرة العرب، من أجل اكتشاف ما يُضيء الطريق إلى تاريخ أسلافنا. واقترح جرجي زيدان - في هذا الوقت - أن يكون الوفد عربياً، حتى يكون أقدر على التفاهم وأقرب إلى ثقة أهل تلك البلاد [[41]].
وفي عام 1914 نشرت المجلة خبراً طريفاً عن الكونتيس موليتور الروسية، التي عزمت اختراق جزيرة العرب من الشرق إلى الغرب، لتكون أول امرأة تجرأت على ذلك. وتكشف المجلة خطة المرأة في تنفيذ ذلك، بأنها ستمر بصحراء الربع الخالي، مرتدية الزيّ العربي، في صحبة بعض أهالي تلك المنطقة [[42]]. وفي عام 1919 نشرت المجلة مقالة للعلامة أحمد زكي باشا، أبان فيها عن أشهر أسماء الأفرنج ممن زاروا مكة قديماً، وقام بحصر دقيق لأسمائهم. وفرق بين من زارها وأسلم، وبين من زارها وتظاهر بالإسلام. ومنهم على سبيل المثال: توماس كيث Tomas Keith العسكري الإسكتلندي الذي أسره المصريون عام 1815، ثم أسلم وصار بعد ذلك والياً على المدينة المنورة. والدكتور مورسلي Morsly الفرنسي وكان مقيماً في الجزائر، وقد أسلم إسلاماً خالصاً وأدى فريضة الحج عام 1882. وبارتيما Bartheme الإيطالي الذي زار مكة عام 1503 وتظاهر بالإسلام وأطلق على نفسه اسم يونس. والإسباني باديا إي لبيش Badia Y Lebich الذي زار الحرمين عام 1807 باسم علي بك العباسي، وحصل على شهادة بأنه من الأشراف وسلالة العباسيين [[43]].
وفي عام 1933 كتبت المجلة عن الأديبات الأوروبيات ورحلاتهن إلى الشرق، ومنهن اللادي آنا بلونت زوجة المستشرق بلونت Blunt، التي مكثت فترة طويلة في بلاد العرب وطافت مجاهلها على ظهور الخيل والجمال، ولم تترك شاردة أو واردة إلا وسجلتها في مذكراتها عن هذه البلاد، خصوصاً مذاهب أهلها وعاداتهم وتقاليدهم [[44]]. وفي عام 1942 نشرت المجلة مقتطفات من رسائل جرترود بل، وهي سكرتيرة المندوب السامي البريطاني. ومن هذه المقتطفات نعلم أنها في عام 1909 كانت تنوي القيام برحلة إلى الخليج الفارسي، ولكن تنازع القبائل في هذا الوقت منعها. وبعد جهد استطاعت تنفيذ الرحلة عام 1914، التي أخذت طابعاً عملياً حيث كُلفت بمهمة جمع المعلومات عن القبائل العربية وعدد أفرادها وأنسابها. وفي عام 1917 كُلفت أيضاً بكتابة تقرير عن مسقط لحالتها السياسية الدقيقة في ذلك الوقت [[45]].
(د) – تراجم المشاهير
اهتمت مجلة الهلال بتراجم الشخصيات الخليجية منذ عام 1906، فنقلت للقراء التفاصيل الأخلاقية والاجتماعية والسياسية لهذه الشخصيات. وكان من الطبيعي أن تترجم المجلة للشخصيات البارزة من الحُكام والملوك والأمراء. ومن هذه الشخصيات – تبعاً لترتيب النشر تاريخياً، وتبعاً لمناصبهم وقت نشر الترجمة - نجد تراجم لكل من: حميد بن محمد بن جمعة المرجبي فاتح الكونغو والملقب (تيبو تيب)، والأمير فيصل نجل ملك الحجاز، والملك عبد العزيز ولي عهد ملك الحجاز ونجد، والملك حسين ملك الحجاز، والملك ابن السعود ملك الحجاز ونجد، والإمام يحيى حميد الدين [[46]].
(هـ) - متفرقات أدبية وثقافية
1 - القهوة : في عام 1922 نشرت مجلة الهلال مقالة مطولة بعنوان (مشارب القهوة هنا وهناك)، تحدث فيها كاتبها توفيق حبيب عن المقاهي في الشرق والغرب، وتطرق إلى بداية اكتشاف القهوة، وراح يصف المقاهي قديماً وحديثاً. ثم فصّل الحديث عن هذه المقاهي في إنجلترا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا كنماذج من الغرب، ثم تطرق إلى الشرق فتحدث عن مقاهي مصر باعتبارها النموذج المشهور في ذلك الوقت [[47]]. وهذه المقالة قرأها صالح سليمان المانع من (قطر – البحرين)، فكتب مقالة – نشرتها المجلة – تُعتبر استكمالاً لمقالة توفيق حبيب، شرح فيها – وبإسهاب – اهتمام أهل قطر والبحرين بالقهوة العربية، مُفرقاً بين القوة في الغرب وبينها عند أهل الخليج. فوصف القهوة العربية بأنها قهوة بدون سكر يُضاف إليها البهار مثل الزعفران والقرنفل لتكسبها رائحة طيبة. كما أوضح أن دول الخليج ليس بها قهوات عامة يجتمع فيها الناس، لأن هذا مظهر غير مستحب وغير ملائم للعادات الخليجية. ولكنهم في المقابل يشربون القهوة في منازلهم ويجتمعون مع أصدقائهم في غرف خاصة بالقرب من الباب الخارجي، يُطلق عليها المجلس أو الديوانية. ثم راح يسهب في وصف هذه المجالس والديوانيات وأدوات القهوة، ومنها الدلة والمحماس والنجر والمبخر [[48]].
2 - اللؤلؤ : في عام 1925 نشرت مجلة الهلال مقالة مطولة عن اللؤلؤ، كتبها عبد العزيز الرشيد. وربما تكون هذه المقالة من أوائل كتابات هذا الأديب والمؤرخ الذي يُعد علماً من أعلام الأدب والتاريخ في الكويت. وفي هذه المقالة الرائدة، نتعرف على أدق تفاصيل مهنة أهل الكويت الأولى – وأهل الخليج بصفة عامة في ذلك الوقت- وهي النوخذة أو صيد اللؤلؤ عن طريق الغوص. ومن هذه الأمور، أن كاتب المقالة شرح شرحاً دقيقاً لأهم المصطلحات والتعابير المستخدمة في هذه المهنة، مثل: الطواش والنوخذا والغاصة والسيب، والرضفا والتبابة والفطاما والزيبلا والحجاري والأيدي والرواسي. كذلك تطرق إلى أسماء السفن المستخدمة في الغوص، وسبب هذه التسميات، ومنها: شوعي، وسنبوك، وبثيل، وجالبوت، ولوم. كما حدد أيضاً الأوقات المناسبة لاستخراج اللؤلؤ، وكذلك شرح الصعوبات التي يتعرض لها الغواصون، وأيضاً شرح بالتفصيل طبيعة عمل كل فرد في السفينة، مع تحديد دقيق لأوصاف الأدوات المستخدمة في الغوص. كما ذُكر في المقالة أسماء عديدة للمحار، ومنها: محارة وصديفي وفصة وزوان وعيسرين وخواليف. أما أسماء اللؤلؤ فمنها: رأساً وبطناً وذيلاً ونسحتيتاً. كذلك للؤلؤ درجات وصفات وألوان، منها: جيونا وخشنا وقولوه وبدله وناعماً وبوكه وقولا وبطن الهند وبيضيا وتنبولا وكاواكياً ونباتياً وقلابيا وزجاجياً وسماوياً وسنقبلسياً [[49]].
هذه لمحة بسيطة عن المظاهر الثقافية والأدبية في دول الخليج العربي في الثلث الأول من القرن العشرين، تلك الدول التي تعرف عليها الإنسان في ذلك الوقت من خلال وسائل الإعلام التي كانت قاصرة على الدوريات فقط في ذلك الوقت. وكانت مجلة الهلال النافذة المهمة التي أطل من خلالها القاريء العربي، ليتعرف على مظاهر الثقافة والأدب في دول الخليج العربي.

**


**


[[1]] - ينظر: مجلة الحرس الوطني عدد 247 1/1/2003.
[[2]] ينظر: غسان حسن أحمد الحسن – الشعر النبطي في منطقة الخليج – رسالة دكتوراة – كلية الآداب – جامعة عين شمس – ص(49، 83، 861). وتوجد نسخة منها في جزئين محفوظة بمكتبة زايد المركزية تحت رقم:  PJ7542.N2 H37 1987
[[3]] المناظرة والمراسلة: مثال من الأدب العربي – مجلة الهلال – 1/11/1915 – ص(148 – 149).
[[4]] يالذي: أيها الذي، يالمنفرد: أيها المنفرد، يالواحد: أيها المنفرد.
[[5]] تبسامه: تحريف ابتسام.
[[6]] العطيوي: اسم الشاعر، بن طالب: كنية القتيل الشيخ عايض زعيم قوم آل طالب.
[[7]] ذي: الذي، مرجامه: معركة، عهوين: بمعنى التأسف، النمشة: السيف، دلق العود: حربة الرمح. وشرح البيت: هذا الذي حصر كل المعارك وسلم منها قصر عمره الآن، فياللأسف عليك يا من كنت تروي السيف والرمح من الدماء.
[[8]] رفد له: خرج عليه، تعاطبوا: تقاتلوا، الجنابي: السيوف.
[[9]] ابن كندة: قوم الشيخ القاتل. ومعنى البيت: أي لا أحد منهم يذم وأفعالهم بالحرب متساوية يقتسمون الفخر فيما بينهم.
[[10]] ترقل: تهتز، يلما: أي من القبلة، هود: مكان معروف عندهم.
[[11]] زميم: مالك زمام القبيلة، جزعت: فرغت.
[[12]] عايض: اسم الشيخ القتيل، يا تندامه: يا للندامة، الحاشي المغرود: ابن الناقة يغرد من أمه أي يبعد عنها.
[[13]] أي هوامير السخا كحاتم الطائي بإكرامه للضيف فيضع أمامه ما ظهر وما بطن فلا يأكل الفالوذ سراً ويطعم ضيفه خبز الشعير.
[[14]] المعتني: المسافر، عط خرامه: أذهب من أقرب الطرق.
[[15]] أي على ظهر مهر أصيل يشرب المسافر القهوة عليه وهو جار.
[[16]] أي الذي جبهته كشامة في وجه العرب.
[[17]] المنع: الشجاعة، تقول العرب عكف العقال على الحطة (الحطة: غطاء الراس). فالشاعر يقول إن رأس الممدوح مغطى بالناموس والشجاعة معكوفة عليه. عبيد صالح: اسم ابن القتيل، يطرق غيله المربود: يفتح طريقاً لمائه الممدود.
[[18]] الكير: آلة لسبك الحديد. يقول إن هذا الشيخ أفنى مهج رجاله في مواقفه الكثيرة كأنها الكير المضطرم.
[[19]] تهرامه: صوت النمر، القبل: القبائل. أي ابن عايض كالنمر صوته يفزع وهو يقود القبائل ولا أحد يقوده.
[[20]] زامه: زمانه، المصفة: الحصن، مقلود: مقفل. أي عظم لهم أيها المسافر الأجر في قتيلهم الذي انقضى عمره وأن الابن سيخلف أباه إذ لا يصح أن تبقى القبيلة بلا شيخ كما أن الحصن لا يبقى بابه مقفلاً.
[[21]] منصور: أخ القتيل، جهدامه: بطل شجاع، الغلب: منارة ترفعها العرب فوق بيوتها. أي بعد أن عزى الشاعر الولد التفت إلى عمه فقال إن حزنه على أخيه يحزن كل شجاع حتى والمنائر التي تناطح السحاب.
[[22]] مجلة الهلال – 1/11/1916 – ص(113 – 121).
[[23]] د.طه حسين – الحياة الأدبية في جزيرة العرب – مجلة الهلال – 1/3/1933 – ص(599).
[[24]] ألم الفراق وفرح اللقاء – مجلة الهلال – 1/4/1921 – ص(701 – 703).
[[25]] ينظر: ملوك العرب – مجلة الهلال 1/4/1924 – ص(705 – 710)، أساس الملك: العدل في بلاد السلطان ابن سعود – مجلة الهلال – 1/5/1924 – ص(804 – 810)، ملوك العرب – مجلة الهلال – 1/12/1924 – ص(335 – 336).
[[26]] ينظر: أمين الريحاني – بعض أمراء العرب – مجلة الهلال – 1/11/1926 – ص(73 – 77).
[[27]] ينظر: مجلة الهلال – 1/2/1930 – ص(499).
[[28]] في عالم الكتب – مجلة الهلال – 1/4/1928 – ص(757)، 1/6/1928 – ص(127).
[[29]] ينظر: مجلة الهلال 1/11/1924 – ص(226)، 1/7/1926 – ص(1114)، 1/3/1927 – ص(628)، 1/11/1927 – ص(123).
[[30]] ينظر: مجلة الهلال – في عالم الأدب – 1/11/1930 – ص(44)، 1/4/1932 – ص(906)، 1/2/1934 – ص(504 – 505)، 1/2/1933 – ص(553)، 1/3/1936 – ص(595 – 596)، 1/7/1937 – ص(833)، 1/12/1942 – ص(341).
[[31]] ينظر: لورانس والثورة العربية: لمحات في تاريخ بطل إنجليزي – مجلة الهلال – 1/6/1928 – ص(973 – 976)، عباس محمود العقاد – العرب: تأليف برترام توماس – مجلة الهلال – 1/7/1937 – ص(1033 – 1035)، نهضة العرب – مجلة الهلال – 1/1/1939 – ص(354 – 355).
[[32]] - ينظر: باب السؤال والاقتراح -  مجلة الهلال 1/10/1913 ص(59)، 1/11/1931 ص(144)، 1/11/1932 ص(130).
[[33]] - ينظر: باب السؤال والاقتراح مجلة الهلال 1/7/1927 ص(1141)، 1/1/1928 ص(372)، 1/12/1930.
[[34]] - ينظر: باب السؤال والاقتراح مجلة الهلال 1/3/1928 ص(635)، 1/4/1928 ص(762)، 1/5/1928 ص(886)، 1/12/1928 ص(249)، 1/3/1929 ص(632)، 1/6/1929 ص(1014)، 1/7/1929 ص(1142)، 1/7/1930 ص(631).
[[35]] - ينظر: ياب السؤال والاقتراح مجلة الهلال 1/7/1928 ص(1146)، 1/12/1928 ص(248)، 1/1/1929 ص(377)، 1/1/1931 ص(144)، 1/7/1939 ص(1148).
[[36]] أصدر هذه الجريدة عمر شاكر بعد أن تمكن من الهرب من دمشق إلى مكة إثر حكم السلطات الفرنسية على مجموعة من السوريين بالإعدام وكان هو من بينهم، حيث أعاد إصدار صحيفة الفلاح التي كانت تصدر في دمشق عام 1919. وكانت هذه الصحيفة تتبنى فكرة الدفاع عن حقوق العرب واستقلالهم، وكان شعارها (حي على الفلاح). وكانت أكثر الصحف الهاشمية تأثراً بالمفاهيم والاتجاهات الصحفية الحديثة. وللمزيد ينظر: عبد القادر طاش وآخرون – الموسوعة الصحفية العربية – الجزء الخامس – المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم – إدارة الثقافة – تونس – 1991 – ص(86 – 87).
[[37]] تجدر الإشارة هنا إلى أن فيليب طرازي قام بحصر الدوريات التي صدرت في دول الخليج في أوائل القرن العشرين، وهي: (جرائد مملكة الحجاز)، أولاً في مكة المكرمة: جريدة (حجاز) وهي جريدة رسمية صدرت عام 1908، وجريدة (شمس الحقيقة) لمحمد توفيق وعبد الله قاسم صدرت عام 1909، وجريدة (صفا الحجاز) لأحمد رأفت الاسكندراني وصدرت سنة 1909، وهي جريدة خطية صغيرة الحجم كانت تطبع على الجلاتين. وجريدة (القبلة) وهي جريدة رسمية صدرت عام 1916. وجريدة (الفلاح) لعمر شاكر عام 1920، وجريدة (المعري) لطلبة المدرسة الزراعية عام 1920، ومجلة (أم القرى) وهي رسمية صدرت عام 1925، وجريدة (الإصلاح) لمحمد حامد الفقي صدرت عام 1928. ثانياً في المدينة المنورة: صدرت جريدة (الرقيب) إبراهيم خطاب وأبو بكر الداغستاني عام 1909، وكانت تطبع على الجلاتين وهي أول صحيفة في المدينة لعدم وجود مطابع بها. ثالثاُ في جدة: صدرت جريدة (الإصلاح الحجازي) لأديب داود هراري صدرت عام 1909، وجريدة (بريد الحجاز) لمحمد صالح نصيف عام 1924. وفي الكويت صدرت مجلة (الكويت) لعبد العزيز الرشيد عام 1928. وللمزيد ينظر: فيليب دي طرازي – تاريخ الصحافة العربية – الجزء الرابع – المطبعة الأميركانية في بيروت – 1933 – ص(92، 93، 94، 152).
[[38]] - ينظر: مجلة الهلال 1/12/1920، 1/4/1931، 1/12/1940، 1/1/1947.
[[39]] مجلة الهلال – 1/1/1950 – ص(22).
[[40]] ينظر: مجلة الهلال – 1/10/1904 – ص(54).
[[41]] ينظر: مجلة الهلال – 1/3/1909 – ص(380).
[[42]] ينظر: مجلة الهلال – 1/4/1914 – ص(554).
[[43]] ينظر: أحمد زكي باشا – مكة والمدينة ومن زارهما من نصارى الأفرنج منذ القرون الوسطى إلى الآن – مجلة الهلال – أكتوبر 1919 – ص(25 – 41).
[[44]] ينظر: حبيب جاماتي – الأديبات الأوربيات ورحلاتهن إلى الشرق – مجلة الهلال – 1/7/1933 – ص(1209 – 1214).
[[45]] في بلاد العرب – رسائل الآنسة جرترود بل – مجلة الهلال – 1/2/1942 – ص(291 – 297).
[[46]] - ينظر: مجلة الهلال – 1/7/1906، 1/10/1919، 1/6/1927، 1/12/1930، 1/1/1931، 1/7/1931، 1/1/1934، 1/12/1941.
[[47]] توفيق حبيب – مشارب القهوة هنا وهناك – مجلة الهلال – 1/2/1922 – ص(433 – 441).
[[48]] صالح سليمان المانع – مشارب القهوة – مجلة الهلال – 1/6/1922 – ص(863 - 865).
[[49]] عبد العزيز الرشيد – من أعماق البحار إلى صدور الحسان: كيف يستخرجون اللؤلؤ في الكويت: وصف مشاهد خبير – مجلة الهلال – 1/3/1925 – ص(641 – 649).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق